للقلب مفتاح واحد
لست أدري هل تسخر الآيام منا ... أم تضحك علينا ... أم تبكي لنا ... لست أدري لماذا تجفل البسمة من أمواج الحياة العاتية ... لست أدري لماذا تقف الدمعة حائرة في بحر الدموع الصامتة ...
ما أصعب دموع القلب وهي تنزف دما ... ويا لشدة حرقتها في غياهب الصمت القاتلة ...
حجرات القلب تحمل أحزان مثقلة بهموم ... ونبضات القلب تتباطئ بجزر وانحسار ... وصدى ذكريات تعلو في بواطن وريد بقايا حياة غائمة ...
ودمعة حائرة تتنقل بين مقلة العين وصمام القلب ... دمعة صارخة بغضب ... دمعة ثائرة بصمت ... كيف... متى ... لماذا ...!
وقطرات الوفا تعانق ياسمينة الامل ... على ضوء شمعة خافتة ... والضياء يتراقص مع نسمات متداخلة من عوالم غريبة ... ونفحة من نور تتعدى حدود الكون ... همست بدرر ناعمة ... كوريقات الياسمين وهي تتهاوى على الارض ... همست قائلة : امسحوا دموعكم ببسمة الامل من عبق ذكريات ذلك الطريق السريع ... وتلك الحافلة بنسمات اليد وهي تعانق السماء ...
وفكر شارد متسائل : للعطر وفاء بمزيج المشاعر ... رائحته عالقة بطوايا الروح ... برذاذ يسري ببريق نجمة ... وتغاريد الطائر الازرق ... وصدى جمل أضحكت ...
الروح ان تألفت انصهرت ... والقلب ان وجد مفتاحه أنغلق ... للروح توائم واحد ... وللقلب مفتاح واحد ... ووللياسمينة عبير واحد بلون واحد وبصفاء ونقاء واحد ...
ما أروع أن تجد من وجد روحك ... وما أروع أن يكون لقلبك مفتاح واحد فقط ... وما ارقى المشاعر عندما تصدر من ياسمينة القلب ومن نور نجمة الروح ... هناك فقط : تختفي الظلمات ... ويصبح للآلوان معاني بضياء زاهي ... هناك تتحول الاكوان الى محور واحد بسماء واحدة بنجم واحد ... الاغلبية والاكثرية من الناس ... تحب السماء بنجومها الكثيرة ... والحدائق بورودها الكثيرة والوانها العديدة وروائحها الكثيرة ... ولكن ...
هناك جمال يفوق جمال الكثرة ... ويغطي عن التعدد ... ان عرف معنى التميز بجوهره ... التميز بروح منيرة وقلب عرف معنى الوفا .